اهتمام الشباب المغربي بالمظهر الخارجي على نحو مثير … مسايرة للموضة أم تشبه بالنساء ؟؟؟

0
0
171

” قل لي ماذا تلبس ، أقل لك من تكون ” عبارة من العبارات المنتشرة بين تلامذة الثانويات وطلاب الجامعات ، فقيمة المرء أضحت فيما يرتديه من الملابس وما يلبسه من الماركات المشهورة عالميا ومحليا ، والاهتمام بالمظهرالخارجي أضحى جزءاً لا يتجزأ من شخصية المرء إن لم نقل أنه بات يعكس بعضا من صفات تلك الشخصية على أرض الواقع.
وإذا كان البعض ممن يتفنن في اقتناء وشراء أبهى الملابس يرى أن هكذا أمر يدخل في باب الزينة أو “البرستيج ” والظهور بالشكل الحسن وذلك استجابة لمطلب “إن الله جميل يحب الجمال ” دون أي خدش للحياء أوإساءة إلى الرجولة فإن البعض الآخر يرى أن اهتمام الذكور بالزينة خرج عن نطاق المألوف وأصبح مجرد حب للمظاهر ولفت للانتباه ومنافسة للفتيات في هذا المجال ، تبدأ بالاعتناء بالشعر والبشرة عبر شراء الكريمات والزيوت ووضع الاقنعة الواقية والصبغات،وتمر إلى الاهتمام المفرط بالكماليات ، وتنتهي بإنتاج شخصية مشوهة من جهة الشكل وفارغة من ناحية المحتوى
المظهر انعكاس للجوهر
جريدة n24 حاولت استطلاع بعض الآراء حول هذا الموضوع المثير للجدل ، ومن محيط بعض الثانويات في العاصمة الرباط ، تحدث لنا التلميذ ” عبد الرحيم ” عن السر وراء اختياره لتسريحة شعر معينة التشويكة والسبب الذي جعله يصبغ ” تشويكته ” بألوان متعددة ، فقال : ” الاهتمام بالمظهر الخارجي امر مهم بالنسبة لي فهو يدل على شخصية الشاب ، والاهتمام بالجسم يبدأ من الشعر، و اهتمامي بشعري لا يدخل فيه أي تقليد لأي فنان أو تأثر بنجم من النجوم بل هو اهتمام نابع عن رغبتي في التحرر وإحساسي بارضى عن نفسي والتميز عن الآخرين في نفس الوقت ”
واضاف عبد الرحيم أن إصراره على التميز ومسايرته للموضة ، ليس فيه ما ” يخالف التقاليد والدين في شيئ ، ما دام الجوهر يبقى نقيا ، بل على العكس من ذلك فهو يساعد المرء على الثقة بنفسه وعدم السير في الحياة بقرارات ورغبات الآخرين ” .
تشبه بالنساء وسقوط في التشرميل
وعلى عكس عبد الرحيم يرى فؤاد وهو تلميذ بمؤسسة الليمون بالرباط أن اهتمام شبان اليوم بالمظهر الخارجي ، ” انحرف عن سياق المطلوب والمرغوب ليسقط في براثين التشبه بالنساء ، موضحا أن هناك من بين أقرانه من يجلس ساعات طوال أمام المرآة لتصفيف شعره وملابسه لدرجة أن أمه تعيره بالأنثى ولا يلقي لمعرتها بالا ،بل اصبح الشاب يتخلى بطريقة غير مباشرة عن رجولته وخشونته فتجده في حديثه واسلوبه أقرب الى الفتيات في اسلوبهن ” .
ويشاطر فؤاد في رأيه زميله مصطفى الذي أكد لنا أن ” مانراه من بعض الشباب امر مستفز ومخجل فبدل ان يهتم الشاب بمستقبله مثلا او تطوير ذاته والارتقاء بنفسه تراه يهتم بمظهره و نوعية ملابسه والعطر الذي سيضعه في محاكاة شبه تامة لما تفعله الفتيات ” مشيرا الى أن بعضهم ” بات اسيرا للاسواق ومتابعة مستجدات الازياء والكماليات فلكل ملبس ساعة وحذاء وجوارب خاصة به ، وإذا كان هذا النوع من الشباب من أسرة فقيرة فإنه حتما سيسقط في التشرميل ومن ثم يلجأ للسرقة أو لاعتراض سبيل المواطنين لتغطية عجزه المادي مقابل أن يظهر الخارج منه حسنا ”
تقليد أعمى
ويرى عبد الصمد زغيد أستاذ مادة التربية الاسلامية أن ما نلحظه في الآونة الأخيرة من بعض الشباب في مجتمعنا من ” اهتمام مفرط بالشكل والمظهر الخارجي وارتداء لسراويل قصيرة وضيقة في نفس الوقت ومسايرة لموضات لا تتناسب مع إرثنا الحضاري والثقافي دون وعي بمفاهيمها ومعاني رموزها، هو اتِّباع أعمى لبعض الثقافات الغربية، دون مراعاة للخصوصية التي تتميَّز بها بلادنا بين باقي دول العالم ” .
وأشار الأستاذ إلى أنَّ الحال وصل ببعض الفتيان والشبان إلى اتّباع الموضة مهما كان مصدرها، حتى لو أدَّى ذلك إلى التشبُّه بالنساء والتنصل من كل ما يمت للرجولة بصلة ، لافتا إلى أنَّ ذلك يتم دون وعي أو إدراك منهم لأن هنالك تيارات في المغرب تهدف إلى حصر تفكير واهتمام الشباب في الموضة واللباس والشكل والمظهر فقط .
وأوضح عبد الصمد أنَّه حتى وإن كان ذلك يُمثِّل اتباعاً للموضة في بعض بلدان العالم، إلاَّ أنَّ الشاب المغربي باعتباره مسلما ينتمي لبلد مسلم من المفترض أن يفطن لما يراه، وألا يكون إمعة ، مُشدِّدا على ضرورة أن تهتم الأُسر بتربية أبنائها وبناتها تربية سليمة، لضمان الحصول على جيل يتميَّز بشخصية متزنة وأخلاق سليمة لا تتأثر بموضة ولا تتعرض لغسيل من أدمغة غسلت من قبل .
وأكد الأستاذ أن الاهتمام بالمظهر الخارجي والمضمون الجوهري خلق إسلامي وسلوك حميد فالله جميل يحب الجمال والشخص السوي هو الذي يبدو دائماً متأنقاً نظيفاً يفوح طيباً شكلاً ومضموناً بدون مبالغة ولا إفراط أو تشبه بالجنس الآخر أو سقوط في شبهة التقليد الأعمى .
أشخاص مضطربون
ويرى الأخصائي في الأمراض النفسية الدكتور جمال الراضي أن ” المبالغة في التجمل والتأنق والإكثار من شراء الملابس والإفراط في التزين لا ينم عن شخصية طبيعية لصاحبها بقدر ما يعبر عن وجود اضطرابات في الشخصية واختلال في الثقة بالنفس وشعور بالنقص يعتقد صاحبه انه سيعوضه بالملابس باهظة الثمن واللحاق وراء الموضات والماركات على حساب الاحتياجات الأساسية والظروف المادية ”
ويعتبر الأستاذ مصطفى أيت لحسن الباحث في علم الاجتماع، أن مسألة الاهتمام بالمظهر الخارجي لشبان اليوم، هي امتداد للتنشئة الاجتماعية غايته الأولى جلب الانتباه الذي يعدّ شكلاً من أشكال إبراز الذات أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة .
ويرى ذات المتحدث أن المراهقة تلعب دورا مهما في اختيارات الفرد وتفضيلاته ، وأن ما يختاره المرء ويفضله يتحدد من خلال سماته الشخصية، ومنظومته الاجتماعية؛ التي تأتي إما عن طريق الفرض قهرًا، وإما عن طريق التربية السلسة التي تحول الفرض والقهر إلى اختيار واقتناع، مشددا على أن التربية الهادئة؛ التي توضح للطفل من صغره السلوك الخاطئ والسلوك الصائب ، تجعل لديه دائمًا منبه إنذار، يشير إلى الاختيارات الخاطئة، ويحذر منها، وفي هذه الحالة، حتى إن قرر الفرد ارتداء ما يراه المجتمع عيبا وخطئا فهو يدرك – في قرارة نفسه- حقيقته، وقد يرجع عنه بمرور الزمن، ونمو شخصيته .

تحميل المزيد في مشاهير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

بالخطوات.. سلمى رشيد تعرفك على أسهل طرق رسم الآيلاينر

View this post on Instagram اصلا انا خطيييرة فالايلاينر وفي اقل من دقيقة شكون البنات كتعرف…