“تصالحتُ مع جسدي”.. قصة شابة مغربية رفضت الاستسلام للشفقة وأصبحت خبيرة “ويب”

0
0
161

نجحت الشابة المغربية إكرام في إحياء أمل جديد في نفوس عدد من رواد شبكات التواصل الاجتماعية، بمجرد انتشار صورتها التي أرفقتها بقصتها، منذ أيام على فيسبوك.

إكرام ذات الـ20 عاماً أصبحت محط اهتمام الآلاف من المغاربة بقصتها التي تمزج بين المعاناة وكثير من الإرادة والقوة والتحدي، حيث حقق نجاحاً في حياتها وأصبحت خبيرة ومساعدة في مجال الويب، رغم أنها ولدت بدون يدين، فأثرت في الكثيرين ومنحتهم طاقة إيجابية وإيمان في قدراتهم.

نشرت صفحة ناس المغرب (humans of Morocco)، صورة لابنة مدينة فاس، وسط شمال المغرب، وملخص لقصتها، لكنها لم تتوقع الحجم الكبير من التجاوب الذي كان لدى مرتادي فيسبوك.

التعايش والتفاؤل

وحسب ما روته إكرام، فإنها ولدت بدون يدين، “ما شكّل صدمة لأسرتها في البداية”، وأضافت لـ”هافينغتون بوست عربي” أن والديها لم يتصورا “أن يكون فرحهما بأول مولود ناقصاً”، حسب تعبيرها.

لكنها توضح أن “إيمانهما بالقدر وحبهما لها ألهمهما الصبر والقدرة على خوض التحدي”، رغم أن الجهود المبذولة في البلد حيث وُلدت لرعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة تبقى محدودة “ولا ترقى لمستوى الانتظارات”.

نجحت الشابة وأسرتها في التحدي، خصوصاً أن الأمل والإيمان القوي به لا يخفى على وجه إكرام، حيث تستمد طاقتهما من ما تسميه هي “تصالحاً مع جسدهاً وتقبلاً لإعاقتها”.

وتقول الشابة لـ”هافينغتون بوست عربي” إن التعايش مع لم يكن سهلاً أبداً، “خاصة في مجتمع ينظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة نظرة شفقة”.

بدأت معاناة إكرام مع نظرة الآخرين إليها عندما بلغت من العمر 15 سنة، حيث بدأت تدرس مع تلاميذ لا يعانون من أي إعاقة.

وتبوح بقليل من المعاناة قائلة: “كنت أحس أنني مختلفة عن البقية كلمة حيث كانت كلمة “مسكينة” تصل إلى مسامعي دائماً؛ كانت تصيبني بالحزن ونظرة الشفقة كانت تجرحني”.

aybba

الأولى دائماً

لم تستسلم ابنة العاصمة العلمية لكل نظرات الشفقة الصادرة عن الآخرين، فكل طاقتها كانت تفجرها في الدارسة لتتفوق باستمرار في صفها.

وتقول إكرام إن معدلها كان دائماً الأعلى، وكانت تحصل على جائزة التحدي والتفوق دائماً، وهو ما خفف عليها.

وعند حصولها على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) عملت إكرام بشركة “ويب هلب”، وهو مركز للاتصال يُقدم المساعدة والاستشارة في مجالات الويب، لتتمتع باستقلالية مادية، رغم كونها شابة بمقتبل العمر ولازالت تدرس في نفس الوقت في الجامعة بمدينة فاس.

dsgdsg

سحرت نفوس الشباب

لم تخطط إكرام لأن تصبح مشهورة في يوم من الأيام، وتقول لـ”هافينغتون بوست عربي” إنها سعيدة بالتفاعل الإيجابي والكبير من طرف الشباب الذي كان له أثر جميل على نفسيتها.

توصلت الشابة التي ترتاد مدرجات الجامعة رغم أنها ولدت دون يدين برسائل عديدة من طرف شباب من مختلف الأعمار، تأثروا بكلامها وقصة نجاحها وتغلبها على الصعاب. تمكنت إكرام من إتمام دراستها وحصلت على الثانوية العامة بمعدل مشرف، أهلها أن تدرس وتعمل في نفس الوقت.

بفخر وفرح كبيرين تقول إكرام، توصلت بكمّ هائل من رسائل الشكر من أشخاص كثر، أشكر الله على حب الناس لي.

وعن أكثر رسالة أثرت فيها ذكرت الشابة أحد الشباب الذي أكد لها عبر رسالته أنه قرر التخلص من أدوية الاكتئاب بعدما قرأ قصتها على فيسبوك.

hfh

لا يأس مع الحياة

ترى الشابة إعاقتها الجسدية نقطة اختلاف وتميز وفخر لها، كما تحاول أن تجعل حياتها طبيعية “عبر السفر والالتقاء بالأصدقاء والثقة بالله”، على حد تعبيرها.

وتقول إن لديها الكثير من الأهداف في حياتها وتتمنى تحقيقها كلها، كما أن رسالتها للشباب هي أن “لا يأس مع الحياة ما دمنا نعيش ونتنفس”.

تضيف إكرام: “لا أخفيكم أنني تأثرت بالرسائل الكثيرة التي توصلت بها، سواء عبر هاتفي أو عبر حسابي في فيسبوك، فكرت في أن أصبح “كوتش” – مدربة تنمية ذاتية – لكي أساعد أشخاصاً يعانون من اليأس والإحباط من العقبات التي تواجههم في الحياة.

لإكرام أحلام والطموحات بقدر طاقة الأمل المشعة من عينيها، وللشابة أيضاً حلم بأن تصبح صحفية، لذلك قررت أن تغير شعبتها من القانون إلى الإعلام في السنة المقبلة.

وتختم كلامها بالقول إن تعلُّم المهنة صعب حقاً، لكنها تفضل الندم على شيء اختارته بدل ممارسة مهنة لا تحبها.

تحميل المزيد في مشاهير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

بالخطوات.. سلمى رشيد تعرفك على أسهل طرق رسم الآيلاينر

View this post on Instagram اصلا انا خطيييرة فالايلاينر وفي اقل من دقيقة شكون البنات كتعرف…